فصل: باب اللام مع الفاء

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: النهاية في غريب الحديث **


 باب اللام مع الفاء

‏{‏لفأ‏}‏ * فيه <رَضِيتُ من الْوَفَاء باللَّفَاء> الوَفاء‏:‏ التَّمَام واللَّفَاء‏:‏ النُّقْصَان‏.‏ واشْتِقَاقُه من لَفأتُ العَظْم، إذا أخَذْتَ بَعْض لَحْمه عنه‏.‏ واسم تلك اللَّحْمَة‏:‏ اللَّفيئة، وجَمْعُها‏:‏ لفَايَا، كَخَطايَا‏.‏

‏{‏لفت‏}‏ ‏(‏ه‏)‏ في صِفَته عليه الصلاة والسلام <فإذا الْتَفَت الْتَفَت جميعاً> أرادَ ‏(‏هذا من قول شَمِر، كما في الهروي‏)‏ أنَّه لا يُسارق النَّظَر‏.‏

وقيل‏:‏ أراد لاَ يَلْوِي عُنْقَه يَمْنَةً ويَسْرَةً إذا نَظَر إلى الشيء، وإنما يَفْعل ذلك الطَّائِشُ الخفيف، ولكن كان يُقْبل جميعاً ويُدْبر جميعاً‏.‏

‏(‏س‏)‏ ومنه الحديث <فكانت مِنِّي لفْتَةٌ> هي المَرة الواحِدة من الالْتفات‏.‏

‏(‏س‏)‏ ومنه الحديث <لا تَتَزَوَّجَنّ لَفُوتاً> هي التي لها وَلَدٌ من زَوْج آخر‏.‏ فهي لا تزال تَلْتَفت إليه، وَتَشْتَغِل به عن الزَّوْج‏.‏

ومنه حديث الحَجّاج <أنه قال لاْمرَأة: إنَّك كَتُونٌ لَفُوت> أي كثيرة التَّلَفت إلى الأشياء‏.‏

‏[‏ه‏]‏ وفي حديث عمر <وأنْهَزُ اللَّفُوت، وأضُمُّ العَنُود (في الأصل: <العتود> وأثبتُّ ما في‏:‏ أ، والهروي، والفائق 1/433‏.‏ ويلاحظ أن المصنِّف ذكره في ‏(‏عتد‏)‏ وفي ‏(‏عند‏)‏ ‏)‏ > هي ‏(‏قائل هذا هو الكِلابيّ، كما في الهروي، عن شَمِر‏)‏ النَّاقة الضجور عند الحَلْب تَلْفَتِت إلى الحالِب فَتَعَضُّه فَيَنْهَزُها بيده، فَتَدرِّ ‏(‏في الهروي‏:‏ <وذلك إذا مات ولدها> ‏)‏ لِتَفْتَديَ باللَّبن من النَّهْز‏.‏ وهو الضَّرْب، فَضَربَها مَثَلاً للذي يٍَْتَعْصِي ويَخْرُج عن الطَّاعة‏.‏

وفيه <إنّ اللّه يُبْغِض البليغَ من الرِّجال الذي يَلْفِت الْكَلام كما تَلْفِت البَقَرْةُ الخَلاَ بِلسَانِها> يقال‏:‏ لَفَتَهُ يَلْفِتُه، إذا لَوَاه وفَتَله، وكأنه مَقْلوب منه‏.‏ ولَفَتَه أيضاً، إذا صَرَفه‏.‏

‏(‏ه‏)‏ ومنه حديث حُذَيفة <إنَّ مِن أقْرَأ النَّاسِ للقُرآن مُنَافِقاً لاَ يَدَع منْه وَاواً وَلاَ ألِفاً، يَلْفِته بِلِسانه كما تَلْفِت البَقَرَةُ الخَلاَ بِلِسانها> يقال‏:‏ فُلان يَلْفِت الكلام لَفْتاً‏:‏ أي يُرْسلُه ولا يُبَالِي كَيْف جاء، المَعْنى‏:‏ أنه يَقْرَؤه من غير رَوِيَّة ولاَ تَبَصُّر وتَعَمُّدٍ لِلْمأمور به، غَيْر مُبَالٍ بِمَتْلُوِّه كيف جاء، كما تَفْعَل البَقَرة بالحَشيش إذا أكَلَتْه‏.‏

وأصل اللَّفْت‏:‏ لَيّ الشيء عن الطَّريقة المُسْتَقِيمة‏.‏

‏(‏س‏)‏ وفيه ذِكر <ثَنِيَّة لَفْت (لِفْت) > وهي بين مكة والمدينة‏.‏ واخْتُلف في ضَبْط الْفَاء فَسُكِّنَت وفُتِحَت، ومنهم من كسَر اللاَّم مع السُّكون‏.‏

‏[‏ه‏]‏ وفي حديث عمر <وذَكر أمْرَه في الجاهِليَّة، وأنّ أُمَّه اتَّخَذَت لهم لَفِيتَةً من الهَبِيد> هي ‏(‏قائل هذا هو ابن السِّكِّيت، كما في الهروي‏)‏ العَصِيدة المُغَلَّظَة‏.‏

وقيل ‏(‏قائل هذا هو أبو عبيد، كما في الهروي‏)‏‏:‏ هو ضَرْبٌ من الطَّبِيخ، يُشْبِه الحَساء ونحوه‏.‏

والهَبِيد‏:‏ الحَنْظَل‏.‏

‏{‏لفج‏}‏ ‏[‏ه‏]‏ فيه <وأطْعِموا مُلْفَجِيكم> المُلْفَج ‏(‏قائل هذا هو أبو عمرو، كما ذكر الهروي‏)‏، بفتح الفاء‏:‏ الفقير‏.‏ يقال‏:‏ ألْفج الرجُل فهو مُلْفَج، على غير قِياس‏.‏ ولم يَجيء إلاَّ في ثلاثة أحْرُف ‏(‏قال ابن خالويه‏:‏ <وجدت حرفاً رابعاً: اجرأشّت الإبل فهي مجرأَشّة، بفتح الهمزة: إذا سمنت وامتلأت بطونها>‏.‏ ليس في كلام العرب ص 5‏)‏‏:‏ أسْهَب فهو مُسْهَب، وأحْصَن فهو مُحْصَن، وألْفَج فهو مُلْفَج‏.‏ الفاعل والمفعول سَواء‏.‏

‏(‏ه‏)‏ ومنه حديث الحسن ‏(‏في ا‏:‏ <عليه السلام> ‏)‏ <قيل له: أيدُالِكُ الرجلُ المرأة؟ قال: نعم، إذا كان مُلْفَجاً> أي يُماطِلُها بِمَهْرها إذا كان فقيراً‏.‏

والمُلْفِج ‏(‏هذا من شرح أبي عبيد، كما جاء في الهروي‏)‏ بكسر الفاء ‏[‏أيضاً‏]‏ ‏(‏سقط من الهروي‏)‏‏:‏ الذي أفْلَس وغلبَه ‏(‏في الهروي‏:‏ <وعليه> وكذا في اللسان، في موضعين‏)‏ الدَّيْن‏.‏

‏{‏لفح‏}‏ * في حديث الكسوف <تأخَّرتُ مَخافَة أن يَصيبَني من لَفْحِها> لَفْحُ النار‏:‏ حَرُّها ووَهَجُها‏.‏ وقد تكرر في الحديث‏.‏

‏{‏لفظ‏}‏ * فيه <ويَبْقَى في كل أرضٍ شِرارُ أهِلها، تَلْفِظُهم أرَضُوهم> أي تَقْذِفُهم وتَرْميهم‏.‏ وقد لَفِظَ ‏(‏من باب ضَرَب وسَمِع‏.‏ كما في القاموس‏)‏ الشيءَ يَلْفِظه لَفْظاً، إذا رَماه‏.‏

ومنه الحديث <ومن أكَلَ فما تَخَلَّل فلْيَلْفِظ> أي فلْيُلْقِ ما يُخْرِجه الخِلال من بين أسنانِه‏.‏

ومنه حديث ابن عمر <أنه سُئل عما لَفِظَ البحرُ فنَهَى عنه> أراد ما يُلقِيه البحرُ من السَّمك إلى جانِبه من غير اصْطِياد‏.‏

ومنه حديث عائشة <فقاءت أكُلَها ولَفِظَت خَبِيئَها> أي أظْهرت ما كان قد اخْتَبأ فيها من النَّبات وغيره‏.‏

‏{‏لفع‏}‏ ‏(‏ه‏)‏ فيه <كُنّ نِساءٌ من المؤمنات (رواية الهروي: <كان نساء المؤمنين> ورواية اللسان‏:‏ <كُنَّ نساء المؤمنين> ‏)‏ يَشْهَدن مع النبيّ صلى اللّه عليه وسلم الصُّبْحَ، ثم يَرَجعْن مُتَلّفِّعات بمُروطِهنَّ، لا يُعْرَفْن من الغَلَس> أي مُتَلَفَّفاتٍ بأكْسِيَتهنّ‏.‏

واللِّفاع‏:‏ ثوب يُجَلَّل به الجسَد كلُّه، كِساءً كان أو غيره‏.‏ وتَلَفَّع بالثوب، إذا اشتمل به‏.‏

‏(‏س‏)‏ ومنه حديث عليّ وفاطمة <وقد دَخَلْنا في لِفاعِنا> أي لِحافِنا‏.‏

‏(‏س‏)‏ ومنه حديث أُبَيّ <كانت تُرَجِّلُني ولم يكن عليها إلاَّ لِفاع> يعني امرأتَه‏.‏

ومنه الحديث <لَفَعَتْك النار> أي شَمِلَتْك من نَواحِيك وأصابَك لَهبَها‏.‏ ويجوز أن تكون العين بَدلاً من حاء <لفَحَته [النار] (من: ا، واللسان> ‏)‏‏.‏

‏{‏لفف‏}‏ ‏(‏ه‏)‏ في حديث أم زَرْع <إن أكَل لَفّ> أي قَمَش ‏(‏في الهروي‏:‏ <قَمَّش> قال الجوهري‏:‏ <القَمْش: جمع الشيء من ها هنا وها هنا. وكذلك التَّقميش> ‏)‏، وخَلَط من كل شيء‏.‏

‏(‏ه‏)‏ وفيه أيضاً <وإنْ رَقَد الْتَفَّ> أي إذا نامَ تَلَفَفَّ في ثوبٍ ونامَ ناحِيَةً عنِّي‏.‏

‏(‏ه‏)‏ وفي حديث نائل <قال: سافَرْتُ مع مَولايَ عثمان وعُمَر في حَجٍّ أو عُمرْة، وكان عُمر وعثمان وابن عمر لِفّاً، وكنت أنا وابن الزُّبَير في شَبَبةٍ معنا لِفّاً، فكُنا نَتَرامَى بالحَنْظَل، فما يَزيدُنا عُمر على أن يقول: كذاك لا تَذْعَروا علينا>‏.‏

اللَّفُّ‏:‏ الحِزْب والطائفة، من الالْتِفاف، وجَمْعُه‏:‏ ألْفافٌ‏.‏ يقول‏:‏ حَسْبُكم، لا تُنَفِّروا علينا إبِلَنا‏.‏

ومنه حديث أبي الموالي <إني لأَسْمعُ بين فَخِذَيها من لَفَفِها مِثلَ فَشِيش الحَرابِش> اللَّفُّ واللَّفَفُ‏:‏ تَانِي الفَخِذَيْن من السِّمَن‏.‏ والمرأة لَفَّاء‏.‏

‏{‏لفق‏}‏ ‏[‏ه‏]‏ في حديث لُقمان <صَفَّاقٌ لَفَّاق> هكذا جاء به في رواية باللام‏.‏ واللَّفَّاق‏:‏ الذي لا يُدْرك ما يَطْلُب‏.‏ وقد لَفَق ولَفَّق‏.‏

‏{‏لفا‏}‏ * فيه <لا أُلْفِيَنَّ أحدَكم مُتَّكِئاً على أرِيكته> أي لا أجِدُ وألْقَى‏.‏ يقال‏:‏ ألْفَيْتُ الشيء أُلْفِيه إلْفاءً، إذا وَجدْتَه وصادَفْتَه ولَقِيتَه‏.‏

ومنه حديث عائشة <ما ألفاه السَّحَرُ عندي إلاَّ نائماً> أي ما أتَى عليه السَّحَرُ إلا وهو نائم‏.‏ تَعني بعد صلاة الليل ‏(‏في ا‏:‏ <تعني صلاةَ الليل> ‏)‏‏.‏ والفعل فيه للسَّحَر‏.‏ وقد تكرر في الحديث‏.‏

 باب اللام مع القاف

‏{‏لقح‏}‏ * فيه <نِعْم المِنْحَةُ الِلَّقْحَة، بالكسر والفتح: الناقة القريبة العَهْد بالنَّتاج. والجمع: لِقَحٌ. وقد لَقِحَتْ لَقْحاً ولَقَاحاً، وناقةٌ لَقُوح، إذا كانت غَزِيرة اللَّبَن. وناقةٌ لاَقحٌ، إذا كانت حامِلاً. ونَوقٌ لَواقِحُ. واللِّقَاح: ذوَات الألْبَان، الواحدة: لَقُوح. وقد تكرر ذكره في الحديث مُفْرَداً ومَجْموعاً.

(ه) ومنه حديث ابن عباس <اللَّقاح واحِد> هو بالفتح ‏(‏في الهروي بالكسر، ضبط قلم‏.‏ وقال صاحب المصباح‏:‏ <الِلَّقاح، بالفتح والكسر> وذكر حديث ابن عباس هذا‏)‏ اسْم ‏(‏هذا شرح الليث، كما في الهروي‏)‏ مَاء الفَحْل، أراد ‏(‏في الهروي، واللسان‏:‏ <كأنه اراد> ‏)‏ أن مَاء الفَحْل الذي حَمَلَت منه وَاحِداً، واللَّبن الذي أرْضَعَت كل واحِدةٍ ‏(‏في الهروي‏:‏ <واحدٍ> وفي اللسان‏:‏ <كل واحدةٍ منهما مُرْضَعَها> ‏)‏ منهما كان أصْلهُ ماء الفَحْل‏.‏

ويَحْتَمِل ‏(‏قائل هذا هو الأزهري، كما في اللسان‏)‏ أن يكون اللَّقاح في هذا الحديث بمعْنى الإلْقَاح‏.‏ يقال‏:‏ ألْقَحَ الفَحْل النَّاقة إلْقاحاً ولَقَاحاً، كما يُقال‏:‏ أعْطَى إعْطاءً وَعَطاء‏.‏

والأصْل فيه للإبل‏.‏ ثم اسْتُعير للنَّاس ‏(‏عبارة الهروي‏:‏ <والأصل فيه الإبل ثم يُستعار في النِّساء> والذي في اللسان‏:‏ <والأصل فيه للإبل، ثم استعير في النِّساء> ‏)‏‏.‏

‏(‏س‏)‏ ومنه حديث رُقِية العَين <أعوذ بكَ مِن شَرِّ كُلّ مُلْقِح ومُخْبلِ> تَفْسيره في الحديث أنّ المُلْقح‏:‏ الذي يُولَدُ له، والمُخْبل‏:‏ الذي لا يُولَد لَه، من الَقحَ الفحْل النَّاقة إذا أوْلَدَها‏.‏

‏(‏ه‏)‏ وفي حديث عمر <أدِرُّوا لَقْحَةَ المسْلمين> أراد ‏(‏هذا من قول شَمِر، كما في الهروي‏)‏ عَطَاءهُم‏.‏

وقيل ‏(‏القائل هو الأزهري‏.‏ كما ذكر الهروي‏.‏ وفيه‏:‏ <كأنه أراد> ‏)‏‏:‏ أرادَ دِرَّة الْفَيْء وَالخَراج الذي منه عَطَاؤهُم‏.‏ وإدْرَارُه‏:‏ جِبَايتُه وجَمْعُه‏.‏

‏[‏ه‏]‏ وفيه <أنه نَهَى عن المَلاقِيح والمَضَامِين> الملاقِيح‏:‏ جَمْع مَلْقوح، وهو جَنِين الناقة‏.‏ يقال‏:‏ لَقِحَت الناقة، وَوَلَدُها مَلْقُوحٌ به، إلاَ أنَّهم اسْتَعملوه بحَذف الجار، والنَّاقة مَلْقُوحَة‏.‏

وإنما نَهَى عنه؛ لأنه مِن بَيْع الغَرَر‏.‏

وقد تقدَّم مَبْسوطاً في المضَامين‏.‏

وفيه <أنه مَرَّ بِقَوْم يُلْقَّحون النَّخْل> تَلْقِيح النَّخْل‏:‏ وضْع طَلْع الذَّكَر في طَلْع الأنثى أوّل ما يَنْشَقُّ ‏(‏في ا‏:‏ <تنشق> ‏)‏‏.‏

‏(‏ه‏)‏ وفي حديث أبي موسى ومعاذ <أمَّا أنا فأتَفَوَّقُه تَفَوُّقَ اللَّقُوح> أي اقْرَؤه مُتَمهِّلاً شيئاً بعْد شَيْءٍ، بِتَدَبُّر وتَفَكُّر ‏(‏الذي في الهروي‏:‏ <جزءاً بعد جزء، بتدبر وتذكّر، وبمداومته> ‏)‏، كاللَّقُوح تُحْلَب فُواقاً بَعْد فُوَاق، لكَثْرَة لَبَنِها، فإذا أتى عليها ثلاثة أشهر حُلِبَت غُدْوَةً وَعَشِيّاً ‏(‏في الهروي‏:‏ <وعشيّة> ‏)‏‏.‏

‏{‏لقس‏}‏ ‏(‏ه‏)‏ فيه <لا يَقُولَنّ أحَدُكُم: خَبُثَت نَفْسِي، ولكنْ لِيَقُلْ: لَقِسَتْ نَفْسِي> أي غَثَت‏:‏ واللَّقْس‏:‏ الْغَثَيَان‏.‏

وإنما كَرِه <خَبُثَت> هَرَباً من لْفظ الخُبث والخَبيث‏.‏

‏(‏ه‏)‏ وفي حديث عمر <وذكر الزُّبير فَقَال: وَعْقَةٌ لَقِسٌ> اللَّقِس ‏(‏هذا من شرح ابن شُمَيل، كما ذكر الهروي‏)‏‏:‏ السّيء الخُلُق‏.‏

وقيل‏:‏ الشَّحِيح‏.‏ ولَقِسَت نَفْسُه إلى الشَّيء، إذا حَرَصَت عليه ونَازَعَتْه إليه‏.‏

‏{‏لقط‏}‏ ‏(‏س‏)‏ في حديث مكة <ولا تَحِلُّ لُقَتَطُها إلاَّ لِمُنْشِد> قد تكرر ذكر <اللُّقَطة> في الحديث، وهي بضَمّ اللاَّم وفَتْح القاف‏:‏ اسْم المَال المَلْقُوط‏:‏ أي المَوْجود‏.‏ والالْتِقاط‏:‏ أن يَعْثُر على الشَّيء من غيرِ قَصْد وطَلب‏.‏

وقال بعضهم‏:‏ هي اسم المُلْتَقط، كالضُّحَكة والهُمَزَة، فأمَّا المال المَلقُوط فهو بسكون القاف، والأوّل أكْثر وَأصَحُّ‏.‏

واللُّقَطة في جَميع البلاد لا تَحِلُّ إلاّ لمن يُعَرِّفها سَنَةً ثم يَتَملَّكها بعْد السَّنَة، بشَرْط الضمَّان لصَاحِبها إذا وجَدَه‏.‏

فأمَّا مكَّة ففي لُقَطَتِها خِلاف، فَقيل‏:‏ إنها كَسائر البِلاد‏.‏ وَقِيل‏:‏ لاَ ، لهذا الحَديث‏.‏

والمُراد بالإنْشادِ الدَّوامُ عليه، وإلاَّ فَلا فَائدة لتَخْصِيصها بالإنْشاد‏.‏

وَاختار أبو عُبيد أنه ليس يَحِلُّ للمُلْتَقِط الانْتقاعُ بها، وليس لَه إلا الأنْشاد‏.‏

قال الأزهري‏:‏ فَرَق بقوله هذا بين لُقَطة الحَرَم ولُقَطة سائر البلْدَانِ، فإن لُقَطة غيرها إذا عُرِّفَت سَنَةً حلَّ الانْتِفاع بها، وجَعل لٌقَطة الحَرم حَراماً على مُلْتَقَطها والانْتِفاع بها، وإنْ طال تَعْريفُه لها، وحَكَم أنها لا تَحِل لأحَدٍ إلاَّ بِنَيَّة تَعريفها ما عاش‏.‏ فأمَّا أن يأخُذَها وهو يَنْوِي تَعْرِيفها سَنَةً ثم يَنْتَفع بها، كلُقَطة غَيْرها فَلا‏.‏

‏[‏ه‏]‏ وفي حديث عمر <انّ رجُلاً من بَني تَميم الْتَقط شبكَة فَطَلب أن يَجْعَلها لَه> الشَّبكة‏:‏ الأبار القَرِيبة الْمَاء‏.‏ والْتِقاطُها‏:‏ عُثُورُه عليها من غير طَلَب‏.‏

وفيه <المرأة تَحوز ثلاثة مَوارِيث: عَتيقَها، ولَقِيطَها، وولَدَها الذي لاعَنَتْ عنه> اللَّقِيط‏:‏ الطِفْل الذي يوجدَ مَرْمِيّاً على الطُّرُق، لا يُعْرف أبوه ولا أمُّه، فَعيل بمعنى مفعول‏.‏

وهو في قول عامَّة الفقهاء حُرٌّ لا وَلاءَ عليه لأحد، ولا يَرثُه مُلْتَقِطه‏.‏ وذهب بعض أهلِ العلم إلى العمل بهذا الحديث على ضَعْفِه عند أكثر أهلِ النَّقْل‏.‏

‏{‏لقع‏}‏ * في حديث ابن مسعود <قال رجل عنده: إنّ فُلاناً لَقَع فَرَسَك فهو يَدُور كأنه في فَلَك> أي رَماه بعيِنه وأصابه بها، فأصابه دُوَارٌ‏.‏

‏(‏ه‏)‏ ومنه حديث سالم بن عبد اللّه بن عمر <فَلقَعني الأحْولُ بعينه> أي أصَابني بها، يعني هِشام بن عبد الملك، وكان أحْولَ‏.‏

‏[‏ه‏]‏ ومنه الحديث <فَلَقَعه بِبَعْرةٍ> أي رَماه بها‏.‏

‏{‏لقف‏}‏ * في حديث الحج <تلَقَّفْتُ التَّلبِية مِن في رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم> أي تَلَقَّنْتها وحفِظْتُها بسُرعة‏.‏

‏[‏ه‏]‏ وفي حديث الحَجّاج <قال لامرأة: إنكِ لَقُوفٌ صَيُود> اللَّقوف ‏(‏هذا شرح الأصمعيّ، كما ذكر الهروي‏)‏‏:‏ التي إذا مَسَّها الرجُل لَقِفَت يدَه سريعاً‏:‏ أي أخَذَتْها‏.‏

‏{‏لقق‏}‏ ‏(‏ه‏)‏ فيه <أنه قال لأبي ذَرّ: ما لِي أراك لَقَّاً بَقّاً، كيف بك إذا أخَرجوك من المدينة؟> اللَّقُّ‏:‏ الكثير ‏(‏هذا من شرح الأزهري‏.‏ كما في الهروي‏)‏ الكلام، وكان في أبي ذّر شدّةٌ على الأمَراء، وإغْلاظٌ لهم في القَول‏.‏ وكان عثمان يُبَلَّغ عنه‏.‏ يقال‏:‏ رجل لَقَّاقٌ بَقَّاق‏.‏ ويُرْوَى <لَقىً> بالتخفيف‏.‏ وسيجيء‏.‏

‏(‏ه‏)‏ وفي حديث عبد الملك <أنه كتَب إلى الحجاج: لا تَدَع خَفقّاً ولا لَقا إلاَّ زَرَعْتَه> اللَّقُّ بالفتح‏:‏ الصَّدْع والشَّق‏.‏

وفي حديث يوسف بن عمر <أنه زَرع كلَّ حُقٍّ (في الأصل، واللسان: <خَقّ> بخاء معجمة مفتوحة، وهو خطأ‏.‏ صوابه من‏:‏ ا‏.‏ ومما سبق في مادة ‏(‏حقق‏)‏ 1/416‏)‏ ولُقٍّ ‏(‏في الأصل، واللسان‏:‏ <لَقّ> بالفتح‏.‏ وضبطته بالضم من‏:‏ ا، ومما سبق في مادة ‏(‏حقق‏)‏ ‏)‏ > اللُّقُّ‏:‏ الأرض المرتفِعة‏.‏

‏{‏لقلق‏}‏ * فيه <مَن وُقِي شَرَّ لَقْلَقه دخل الجنة> اللَّقْلَق‏:‏ اللسان‏.‏

‏[‏ه‏]‏ ومنه حديث عمر <ما لم يكن نَقْعٌ ولا لَقْلَقة> أراد الصِياحَ والجَلَبة عند الموت‏.‏ وكأنها حكايةُ الأصوات الكثيرة‏.‏

‏{‏لقم‏}‏ * فيه <أنّ رجُلاً الْقَم عينَه خَصاصةً الباب> أي جعل الشَّقّ الذي في الباب محاذِي عيِنه، فكأنه جَعله للعين كالّلْقمة للفَم‏.‏

‏(‏س‏)‏ ومنه حديث عمر <فهو كالأرْقَم إنْ يُتْرَكْ يَلْقَمْ> أي إنْ تَركْتَه أكَلَك‏.‏ يقال‏:‏ لَقِمْت الطعامَ أَلْقَمُه، وَتَلَقَّمْته والْتَقَمْتُه‏.‏

‏{‏لقن‏}‏ ‏(‏ه‏)‏ في حديث الهجرة <ويَبِيت عندَهما عبدُ اللّه بن أبي بكر وهو شابٌّ ثَقِفٌ لَقِنٌ> أي فَهِمٌ حَسَنُ التَّلَقُّنِ لِمَا يَسْمَعُه‏.‏

ومنه حديث الأُخدود <انْظُروا لي غُلاماً فَطِناً لَقِناً>‏.‏

‏[‏ه‏]‏ وفي حديث علي <إنّ ها هنا علْماً - وأشار إلى صَدره - لو أصبتُ له حَمَلَةً، بلى أُصِيبُ (في الهروي: <بلى أصَبْتُ> ‏)‏ لَقِناً غير مأمون> أي فِهماً غير ثِقة‏.‏

‏{‏لقا‏}‏ فيه <مَن أَحَبَّ لِقاءَ اللّهِ أحَبَّ اللّهُ لِقاءه، ومَن كَرِه لقاء اللّه كَرِهَ اللّهُ لِقاءه، والموت دون لقاء اللّه>‏.‏

المراد بلِقاء اللّه المَصيرُ إلى الدار الآخرة، وطَلَبُ ما عند اللّه؛ وليس الغَرضُ به الموت؛ لأنَّ كُلاًّ يَكْرَهه، فمن تَرك الدينا وأبْغضَها أحَبَّ لِقاء اللّه، ومَن آثَرها ورَكَن إليها كَره لِقاء اللّه؛ لأنه إنما يَصِل إليه بالموت‏.‏

وقوله‏:‏ <والموت دون لقاء اللّه> يُبَيِّن أنّ الموت غيرُ اللِّقاء، ولكنه مُعْترض دون الغَرَض المطلوب، فيجب أن يَصْبر عليه، ويحتمل مَشاقَّه حتى يَصل إلى الفَوز باللِّقاء‏.‏

‏[‏ه‏]‏ وفيه‏:‏ <أنه نَهى عن تَلِّقي الرُّكْبان> هو أن يَسْتقبِلَ الحَضَرِيُّ البَدّوِيَّ قبل وصُوله إلى البَلَد، ويُخْبره بكَساد ما معه كَذِباً؛ ليَشْتَريَ منه سِلْعَتَه بالوَكْس، وأقَلَّ من ثَمن المِثل، وذلك تَغْريرٌ مُحَّرم، ولكن الشِراء مُنْعَقِدٌ، ثم إذا كَذب وظَهر الغَبْن، ثبت الخِيارُ للبائع، وإنْ صَدق، ففيه على مذهب الشافعيّ خِلاف‏.‏

‏[‏ه‏]‏ وفيه <دخل ابو قارِظ مكةَ فقالت قريش: حَلِيفُنا وعَضُدنا ومُلْتَقَى أكُفِّنا> أي ‏(‏هذا شرح القُتَيْبي‏.‏ كما في الهروي‏)‏ أيدينا تَلْتَقِي مع يدِه وتجتمع‏.‏ وأراد به الحِلْف الذي كان بينَه وبينهم‏.‏

وفيه <إذا الْتَقَى الخِتانان وَجب الغُسل> أي إذا حاذَى أحدُهما الآخَر، وسواءٌ تَلامَسا أو لم يَتلامَسا‏.‏ يقال‏:‏ الْتَقى الفارِسان، إذا تَحاذَيا وتَقابَلا‏.‏

وتَظْهر فائدته فيما إذا لفّ على عُضْوه خِرْقةً ثم جامع فإنَّ الغُسل يجب عليه، وإنْ لم يَلْمِسِ الخِتانُ الخِتانَ‏.‏

وفي حديث النَّخَعِيّ <إذا الْتَقى الماءان فقد تَمَّ الطُّهور> يُريد إذا طَهَّرت العُضْويْن من أعضائِك في الوضُوء فاجتَمع الماءانِ في الطّهور لهما فقد ثَمَّ طُهورهما للصلاة، ولا يُبالي أيَّهُما قَدَّم‏.‏

وهذا على مذهب من لا يُوجب الترتيبَ في الوضوء، أو يريد بالعُضْوين اليدين والرجلين، في تقديم اليُمنى على اليُسْرى، أو اليسرى على اليمنى‏.‏ وهذا لم يَشْترِطه أحدٌ‏.‏

وفيه <إنّ الرجُل لَيَتَكلَّمُ بالكَلِمة ما يُلْقِي لها بالاً يَهْوِي (ضبط في ا: <يُهْوَى> ‏)‏ بها في النار> أي ما يَحْضِرُ قَلْبَه لِمَا يقوله منها‏.‏ والبال‏:‏ القلب‏.‏

ومنه حديث الأحنف <أنه نُعي إليه رجُلٌ فما ألْقَى لذلك بالاً> أي ما اسْتَمع له، ولا اكْتَرث به‏.‏

وفي حديث أبي ذَر <ما لِي أراك لَقَا بَقَاً> هكذا جاءا مخفَّفَين في رواية، بوزن عَصاً‏.‏ واللَّقَى‏:‏ المُلْقَى على الأرض، والبَقَا‏:‏ إتْباعٌ له‏.‏

‏(‏ه‏)‏ ومنه حديث حَكِيم بن حِزام <وأُخِذَت ثيابُها فجُعِلَتْ لَقىً> أي مُرْماةً مُلْقاة‏.‏

قيل‏:‏ أصْلُ اللَّقَى‏:‏ أنهم كانوا إذا طافوا خَلَعوا ثيابهم، وقالوا‏:‏ لا نَطوف في ثيابٍ عَصَيْنا اللّهَ فيها فيُلْقونها عنهم، ويُسَمون ذلك الثوبَ لَقىً، فإذا قَضَوْا نُسُكَهم لم يأخذوها، وتَركوها بحالها ملُقاةً‏.‏

وفي حديث أشراط الساعة <ويُلْقَى الشُّحُّ> قال الحُميدِي‏:‏ لم تَضْبُط الرّواة هذا الحَرْف ويَحْتمِل أن يكون <يُلَقَّى>، بمعنى يُتَلَقَّى ويُتُعَلَّم ويُتَواصَى به ويُدْعَى إليه، من قوله تعالى <ولا (في الأصل و ا، والهروي واللسان: <وما> خطأ‏.‏ وهي الآية 80 من سورة القصص‏)‏ يُلَقَّاها إلاَ الصابِرون> أي ما يُعَلَّمها ويُنَبَّه عليها، وقوله تعالى <فَتَلَّقى آدمُ من ربِّه كلماتٍ>‏.‏

ولو قيل <يُلْقَى> مخففة القاف لكان أبعد، لأنه لو أُلقِيَ لتُرِكَ، ولم يكن موجوداً‏.‏ وكان يكون مدحاً، والحديث مبنيٌّ على الذَّمّ‏.‏

ولو قيل <يُلْفَى> بالفاء بمعنى يُوجَد، لم يَسْتَقِم؛ لأنَّ الشُّحّ ما زال موجوداً‏.‏

وفي حديث ابن عمر <أنه اكْتَوَى من اللَّقْوة> هي مرض يَعْرِض للوَجْه فيُمِيلُه إلى أحد جانِبَيْه‏.‏

 باب اللام مع الكاف

‏{‏لكأ‏}‏ * في حديث المُلاعَنة <فتَلَكَّأتْ عند الخامسة> أي تَوَقَّفَتْ وتَباطَأتْ أنْ تَقُولَها‏.‏

ومنه حديث زياد <أُتِيَ برجُلٍ فتَلَكَّأَ في الشَّهادة>‏.‏

‏{‏لكد‏}‏ ‏[‏ه‏]‏ في حديث عطاء <إذا كان حَولَ الجُرْح قَيْحٌ ولَكَدٌ فأتْبِعْه بصُوفة فيها ماءٌ فاغْسِله> يقال‏:‏ لَكِدَ الدَّم بالجِلْد، إذا لَصِقَ به‏.‏

‏{‏لكز‏}‏ * في حديث عائشة <لَكَزَني أبي لَكْزَةً> اللَّكْز‏:‏ الدَّفع في الصَّدر بالكَفِّ‏.‏

‏{‏لكع‏}‏ ‏[‏ه‏]‏ فيه <يأتي على الناس زمانٌ يكون أسْعَدَ الناس في الدنيا (في الهروي، واللسان: <بالدنيا> ‏)‏ لُكَعُ ابنُ لُكَع> اللُّكَع ‏(‏هذا من شرح أبي عبيد، كما في الهروي‏)‏ عند العرب‏:‏ العَبد، ثم اسْتُعمِل في الحُمق والذَّم‏.‏ يقال للرجُل‏:‏ لُكَعُ، وللمرأة لَكاعِ‏.‏ وقد لَكِع الرجلُ يَلْكَعُ لكْعاً فهو ألْكَعُ‏.‏

وأكثر ما يقع في النِداء، هو اللَّئيم‏.‏ وقيل‏:‏ الوَسخ، وقد يُطْلق على الصغير‏.‏

‏[‏ه‏]‏ ومنه الحديث <أنه عليه السلام جاء يَطْلُب الحَسن بن علي قال: أثَمَّ لُكَعُ؟> فإنْ أُطْلِق على الكبير أُرِيد به الصَّغيرُ العِلْم والعَقْل‏.‏

‏[‏ه‏]‏ ومنه ‏(‏هكذا جاء السياق عند الهروي‏:‏ <وسُئل بلال بنُ حَرِيز، فقال: هي لغتنا للصغير. وإلى هذا ذهب الحسن...> ‏)‏ حديث الحسن <قال لرجُلٍ: يا لُكَعُ> يُريد يا صَغِيراً في العلْم والعَقْل‏.‏

وفي حديث أهل البيت <لا يُحِبُّنَا اللُّكَعُ (في اللسان: <ألْكَعُ> ‏)‏ والمَحْيُوسُ>‏.‏

‏(‏س‏)‏ وفي حديث عمر <أنه قال لأِمَةٍ رآها: يا لَكْعاء، أتَتَشَبَّهِين بالحرَائر؟> يُقال‏:‏ رجُلٌ ألْكَعُ وامْرأةٌ لَكْعاء، وهي لغة في لَكَاعِ، بِوَزْن قَطَامِ‏.‏

ومنه حديث ابن عمر <قال لِمَوْلاة له أرَادَتِ الخرُوج من المدينة: اقْعُدي لَكَاعِ>‏.‏

‏[‏ه‏]‏ ومنه حديث سعد بن عُبادة <أرأيتَ إن دَخَل رجُلٌ بَيْتَه فَرَأى لَكَاعاً قد تَفَخَّذَ امْرَأته> هكذا رُوي في الحديث، جَعَله صِفةً لرجُل، ولعلَّه اراد لُكَعاً فَحرّف‏.‏

وفي حديث الحسن <جاءه رجُل فقال: إنّ إياسَ بن معاوية رَدّ شَهادتي، فقال: يا مَلْكَعَانُ، لِم رَدَدْتَ شهادته؟> أرادَ حَداثَةَ سِنِّه، أو صِغَرَه في العلْمِ‏.‏ والميم والنُّون زائدتان‏.‏

 باب اللام مع الميم

‏{‏لمأ‏}‏ ‏[‏ه‏]‏ في حديث المولِد‏:‏

فَلَمَأْتُها نُوراً يُضِيءُ لَهُ ** ما حَوْلَه كَإضَاءةِ البَدْرِ

لَمأتُها‏:‏ أي أبْصَرْتُها ولَمحْتُها‏.‏ واللَّمْءُ وَاللَّمْحُ‏:‏ سُرعة إبْصارِ الشِّيء‏.‏

‏{‏لمح‏}‏ ‏(‏س‏)‏ ومنه الحديث <أنه كان يَلْمَح في الصلاة ولا يَلْتَفِت>‏.‏

‏{‏لمز‏}‏ * فيه <أعُوذُ بك من هَمْزِ الشَّيطان ولَمْزِه> اللَّمْزُ‏:‏ العَيْب والوُقُوع في الناس‏.‏ وقيل‏:‏ هو العَيْب في الْوجْه‏.‏

والهَمْز‏:‏ العَيْب بالغيب‏.‏ وقد تكرر في الحديث‏.‏

‏{‏لمس‏}‏ ‏(‏ه‏)‏ فيه <أنه نَهَى عن بَيْع المُلاَمَسَة> هو ‏(‏هذا من شرح أبي عبيد، كما حاء في الهروي‏)‏ أن يَقُول‏:‏ إذا لمَسْتَ ثَوْبي أو لَمْستُ ثَوْبَك فقد وَجَب البَيْع‏.‏

وقيل‏:‏ هو أن يَلْمس المَتاع من وَرَاءِ ثَوب، ولا يَنْظُر إليه ثُمَّ يُوقع البَيْع عليه‏.‏

نهَى عنه لأنه غَرَرٌ، أو لأنَّهُ تَعْليقٌ أوْ عُدُول عن الصِّيغة الشَّرْعيَّة‏.‏

وقيل‏:‏ معناه أن يُجْعَل اللمْسُ بالليل قاطِعاً للخِيارِ، وَيَرجع ذلك إلى تَعْليق اللُّزوم، وهو غير نافِذٍ‏.‏

‏(‏س‏)‏ وفيه <اقْتُلُوا ذا الطُّفْيَتَيْن والأبْتَر، فإنهما يَلْمِسان البَصَر> وفي رِواية <يَلْتَمِسان البَصَر> أي يَخْطِفان ويَطْمِسان‏.‏

وقيل‏:‏ أراد أنَّهما يَقْصِدَانِ البَصَر باللَّسْع‏.‏

وفي الحيَّاتِ نوعٌ يُسَمَّى الناظِر، مَتَى وقع نَظَرُه على عين إنسان مات من ساعَتِه‏.‏ ونَوعٌ آخر إذا سَمِع إنْسَانٌ صَوْتَه مات‏.‏

وقد جاء في حديث الخُدْرِيّ عن الشَّابِّ الأنصاري الذي طَعَن الحيَّة برُمْحه فمَاتَتْ وَمَات الشَّابُّ من سَاعَته‏.‏

وفيه <أنَّ رجُلاً قال له: إنّ امْرأتي لاَ تَرُدّ يَدَ لاَمِس، فقال: فارِقْها> قِيل‏:‏ هُو إجابَتُها لَمن أرادَها‏.‏

وقوله في سِيَاق الحديث <فاسْتَمتِع بها>‏:‏ أي لا تُمْسِكْها إلاَّ بقَدْر ما تَقْضِي مُتْعَة النَّفْس منها وَمِن وَطَرِها‏.‏ وخافَ النبيُّ صلى اللّه عليه وسلم إنْ هُو أوْجَب عليه طَلاقَها أن تَتُوقَ نَفْسَه إليها فَيقَعَ في الحَرَام‏.‏

وقيل‏:‏ مَعْنى <لا تَرُدُّ يَدَ لاَمس>‏:‏ أنها تُعْطي من مَاله مَن يَطْلُب منها، وهذا أشْبَه‏.‏

قال أحمد‏:‏ لم يكن لِيأمرَه بإمْساكها وهي تَفْجُر‏.‏

قال علي وابن مَسْعود‏:‏ إذَا جاءكم الحديث عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فَظُنُّوا به الذي هو أهْدَى وأتْقَى‏.‏

ومنه الحديث <مَن سلك طريقاً يَلْتَمِس فيه عِلْماً> أي يَطْلُبه، فاسْتَعارَ لَهُ اللَّمْس‏.‏

وحديث عائشة <فالْتَمَسْت عِقْدِي>

وقد تكرر في الحديث‏.‏

‏{‏لمص‏}‏ * فيه <أنّ الحَكَم بن أبي العَاص كان خَلْفَ النبيّ صلى اللّه عليه وسلم يَلْمِصُه فالْتَفَت إليه فقال: كُنْ كذلك> يَلْمِصُه، أي يَحْكيه ويُرِيد عَيْبَه بذلك، قاله الزمخشري ‏(‏لم يذكر الزمخشري هذه المادة‏.‏ والذي في الفائق 3/159‏:‏ <مرَّ بالحكم أبي مروان، فجعل الحكم يغمِز بالنبي صلى اللّه عليه وسلم، ويشير بأصَبعه. فالتفت إليه فقال: اللهم اجعل به وَزْغاً، فرجف مكانه. وروى أنه قال: كذلك فلْتكُنْ. فأصابه مكانه وَزْغٌ لم يفارقْه>‏.‏ وانظر ‏(‏وزغ‏)‏ فيما يأتي‏.‏

‏{‏لمظ‏}‏ ‏[‏ه‏]‏ في حديث عليّ <الإيمان يَبْدَأ في القلوب لُمْظَةً>‏.‏ اللُّمظَةُ بالضَّم‏:‏ مثل النُّكْتَة، من البَيَاض‏.‏ ومنه فَرَسٌ ألْمَطُ، إذا كان بِجَحْفَلته بياضُ يَسِير‏.‏

وفي حديث أنس، في التَّحْنِيك <فجعل الصَّبِيُّ يَتَلَمَّظُ> أي يُدِير لِسَانه في فِيه ويُحَرِّكُه يَتَتَبَّع أثَر التَّمْر، وَاسْم ما يَبْقَى في الفَمِ من أثَر الطَعام‏:‏ لُمَاظَةٌ‏.‏

‏{‏لمع‏}‏ * فيه <إذا كان أحَدُكُم في الصَّلاة فلا يَرْفَعْ بَصَره إلى السماء بصَرُه> أي يُخْتَلَس‏.‏ يقال‏:‏ ألمَعْتُ بالشيء، إذا اخْتَلَسْتَه، واخْتَطَفْته بسُرْعة‏.‏

‏[‏ه‏]‏ ومنه حديث ابن مسعود <رأى رجُلاً شاخِصاً بَصَرهُ إلى السماء فقال: ما يَدْرِي هذا لَعَلَّ بَصَره سَيُلْتَمع قبْل أن يَرجِع إليه>‏.‏

‏[‏ه‏]‏ ومنه حديث لُقمان <إنْ أرَ مَطْمَعِي فَحِدَوٌّ تَلَمَّعُ> أي تَخْتَطِف الشيءَ في انِقضاضها‏.‏ والحِدَوُّ‏:‏ هي الحِدَأة بلُغة مكة‏.‏

ويُرْوَى <تَلمَعُ>، من لَمع الطَّائرُ بِجَنَاحَيْه، إذا خَفَق بهما‏.‏

ويُقَال‏:‏ لَمع بِثَوبه وألْمَع به، إذا رفَعه وحَرّكه لِيَراه غيره فيجيء إليه‏.‏

ومنه حديث زينب <رآها تَلْمَع مِن وَرَاء الحِجاب> أي تُشِير بيَدِها‏.‏

‏[‏ه‏]‏ وحديث عمر <أنه ذكر الشَّام فقال: هي اللَّمَّاعة بالرُّكْبان> أي تَدْعُوهُم إليها‏.‏ وفَعَّالة‏.‏ من أبْنِيَة المُبَالَغَة‏.‏

وفيه <أنه اغْتَسَل فَرَأى لُمْعَةً بِمَنْكِبِه فَدَلَكَها بِشَعَره> أرادَ بُقْعَةً يسِيرة من جَسَده لم يَنَلْها الْماءُ، وهي في الأصل قطْعةٌ من النَّبْت إذا أخَذَتْ في اليُبْس‏.‏

ومنه حديث دم الحيض <فَرَأى به لُمْعَةً من دَم>‏.‏

‏{‏لملم‏}‏ ‏(‏وضعت هذه المادة في الأصل، وا بعد مادة ‏(‏لمم‏)‏ على غير نهج المصنِّف في إيراد المواد على ظاهر لفظها‏)‏ ‏(‏ه‏)‏ في حديث سُوَيْد بن غَفَلة <أتانا مُصَدَّق رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فأتاه رجلٌ بِناقةٍ مُلَمْلَمَةٍ فأبَى أن يأخذَها> هي المُسْتديرة سِمَناً، من اللَّمِّ‏:‏ الضمِّ والجمع، وإنما ردّها لأنه نهى أن يُؤخذَ في الزكاة خيارُ المال‏.‏

‏{‏لمم‏}‏ ‏[‏ه‏]‏ في حديث بُرَيْدة <أنّ امرأة شَكَت إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم لَمَاً بابْنَتها> اللَّمَم‏:‏ طَرَف ‏(‏هذا من قول شَمِر، كما في الهروي‏)‏ من الجُنون يُلمُّ بالإنسان‏:‏ أي ‏(‏وهذا من قول أبي عبيد، كما في الهروي أيضاً‏)‏ يَقْرُبُ منه وَيَعْتَريه‏.‏

‏[‏ه‏]‏ ومنه حديث الدعاء <أعوذ بكَلِماتِ اللّه التَّامَّة (في ا: <التامّات> ‏)‏ من شَرِّ كُلّ سَامَّة، ومن كُلّ عَيْنٍ لاَمَّة> أي ‏(‏وهذا من شرح أبي عبيد، كما ذكر الهروي‏)‏ ذات لَمَم، ولذلك لم يقل <مُلِمَّة> وأصْلُها من ألْمَمْتُ بالشيء، لِيُزَاوِجَ قوله <من شَرِّ كُلِّ سَامَّة>‏.‏

‏[‏ه‏]‏ ومنه الحديث في صفة الجنة <فَلَوْلاَ أنه شيءٌ قَضاء اللّه لأَلَمَّ أن يَذْهَب بَصَرُه؛ لِما يَرَى فيها> أي يَقْرُب‏.‏

ومنه الحديث <ما يَقْتُل حَبَطاً أو يُلمُّ> أي يَقْرُب من القَتْل‏.‏

وفي حديث الإفك <وإنْ كَنْتِ ألْمَمْتِ بِذَنْبٍ فاسْتَغْفِري اللّه> أي قارَبْتِ‏.‏

وقيل‏:‏ اللَّممُ‏:‏ مُقَارَبة المَعْصِيَة من غير إيقاع فِعْل‏.‏

وَقيل‏:‏ هو من اللَّمَم‏:‏ صِغار الذنوب‏.‏

وقد تكرر <اللَّمَمُ> في الحديث‏.‏

ومنه حديث أبي العالية <إنَّ اللَّمَمَ ما بيْنَ الحَدّين: حَدِّ الدنيا وحَدِّ الآخرة> أي صِغار الذنوب التي ليس عليها حَدٌّ في الدينا وَلاَ في الآخرة‏.‏

‏[‏ه‏]‏ وفي حديث ابن مسعود <لابْن آدمَ لَمَّتَان: لَمَّةٌ من المَلك وَلَمَةٌ من الشيطان> اللَّمَّةُ‏:‏ الْهِمَّة، الْهَمَّة ‏(‏قال في القاموس‏:‏ <والهِمَّة، ويُفْتَح: ما هُمَّ به من أمرٍ ليُفْعَل> ‏)‏ والخَطْرَة تَقَع في القلب، أراد إلْمَام المَلك أو الشيطان به والقُرْبَ منه، فَما كان من خَطَرَات الخَيْر، فهو من المَلك، وما كان مِن خَطَرَات الشَّرِّ، فهو من الشَّيطان‏.‏

‏[‏ه‏]‏ وفيه <اللَّهُمَّ الْمُم شَعَثَنا>‏.‏

وفي حديث آخر <وتَلُمُّ بها شَعَثِي> هو من اللَّمَّ‏:‏ الجَمْع‏.‏ يقال‏:‏ لَمَتُ الشيءَ ألُمُّهُ لَمّاً، إذا جَمَعْتَه‏:‏ أي اجْمَع ما تَشَتَّت من أمرِنا‏.‏

وفي حديث المغيرة <تأكُل لَمّاً وتُوسِعُ ذَمّاً> أي تأكُل كَثِيراً مُجْتَمِعاً‏.‏

‏(‏س‏)‏ وفي حديث جميلة <أنها كانت تحتَ أوْس بن الصَّامت، وكان رجُلاً به لَمَم، فإذا اشْتَدَّ لَمَمُهُ ظَاهَرَ من امْرأته، فأنزل اللّه كَفَّارة الظِّهار> اللَّمَمُ ها هنا‏:‏ الإلْمَامُ بالنِّساء وشِدَّة الحِرْص عليهِنَّ‏.‏ وليس من الجُنون، فإنه لو ظاهَر في تلك الحال لم يَلْزمه شيء‏.‏

‏(‏ه‏)‏ وفيه <ما رأيتُ ذَا لَّمِةٍ أحْسَنَ من رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم> اللَّمَّة من شَعر الرأس‏:‏ دُون الجُمَّة، سُمِّيت بذل، لأنها ألَمَّت بالمَنْكِبَين، فإذا زادت فهي الجُمَّة ‏(‏زاد الهروي‏:‏ <فإذا بلغت شَحْمَة الأذنين فهي الوَفْرَة> ‏)‏‏.‏

‏(‏س‏)‏ ومنه حديث أبي رِمْثَة <فإذا رجلٌ له لَِّمِة> يعني النبي صلى اللّه عليه وسلم‏.‏

‏{‏لمه‏}‏ ‏(‏ه‏)‏ في حديث فاطمة <أنها خرجت في لُمَة من نِسائها، تَتَوطَّأ ذَيْلَها، إلى أبي بكر فعاتَبَتْه> أي في جماعة من نِسائها‏.‏

قيل‏:‏ هي ما بين الثلاثة إلى العشرة‏.‏

وقيل‏:‏ اللُّمَة‏:‏ المِثْل في السِّن، والتِّرْب‏.‏

قال الجوهري ‏(‏ذكره الجوهري في ‏(‏لمى‏)‏ واقتصر على قوله‏:‏ <والهاء عِوَض> أما بقية هذا الشرح فهو من قول الزمخشري‏.‏ انظر الفائق 2/476‏)‏‏:‏ <الهاء عِوض> من الهمزة الذاهِبة من وسَطِه، وهو مما أُخِذَت عينُه؛ كَسَهٍ ومُذْ، وأصْلها فُعْلَة من المُلاءمة، وهي المُوافَقة‏.‏

‏(‏ه‏)‏ ومنه حديث عمر <أنّ شابَّةً زُوِّجَت شيخاً فقَتَلَتْه، فقال: أيُّها الناس، لِيَنْكِحِ الرجُلُ لُمَتَه من النساء، ولتَنْكِحِ المرأةُ لُمَتَها من الرجال> أي شَكَلْه وتِرْبه‏.‏

ومنه حديث عليّ <الاَ وإن معاويةَ قاد لُمَةً من الغُواة> أي جماعَة‏.‏

ومنه الحديث <لا تُسافروا حتى تُصِبيوا لُمةً> أي رُفْقةً‏.‏

‏{‏لما‏}‏ * فيه <ظِلٌّ ألْمَي> هو الشديد الخُضْرة المائل إلى السَّواد، تشبيهاً باللَّمَى الذي يُعمل في الشَّفَة، واللَّثَة، من خُضْرةٍ أو زُرْقة أو سَواد‏.‏

‏(‏س‏)‏ وفيه <أنْشُدُك اللّه لَمَّا فَعلت كذا> أي إلاَ فَعَلْته‏.‏ وتُخَفف الميم، وتكون <ما> زائدة‏.‏ وقرىء بهما قوله تعالى <إنْ كُلُّ نَفْس لَما عليها حافظٌ> أي ما كلُّ نَفْسٍ إلاَّ عليها حافظ، وإنْ كلُّ نَفْسٍ لَعَلَيْها حافِظ‏.‏

 باب اللام مع الواو

‏{‏لوب‏}‏ ‏(‏ه‏)‏ فيه <أنه حَرَّم ما بين لابَتَيِ المدينة> اللاَّبَة‏:‏ الحَرَّة، وهي الأرض ‏(‏هذا شرح الأصمعي‏.‏ كما في الهروي‏)‏ ذاتُ الحجارة السود التي قد ألْبَسْتها لكثرتها، وجمعها‏:‏ لاباتٌ، فإذا كَثُرت فهي اللاّبُ واللُّوب، مثل‏:‏ قارة وقارٍ وقُور‏.‏ وألفُها منقلبة عن واوٍ‏.‏

والمدينة ما بين حَرَّتين عظيمتين‏.‏

‏(‏ه‏)‏ وفي حديث عائشة، ووَصَفَت أباها <بعيُد ما بين اللاَّبَتَين> أرادت أنه واسِع الصَّدر ‏(‏في الهروي‏:‏ <الصِّلَة> ‏)‏، واسع العَطَن، فاستعارت له اللاَبة، كما يقال‏:‏ رَحْب الفِناء، وواسِع الجَناب‏.‏

‏{‏لوث‏}‏ ‏(‏ه‏)‏ فيه <فلما انصَرف من الصلاة لاثَ به الناسُ> أي اجْتَمعوا حَوله‏.‏ يقالُ‏:‏ لاثَ به يَلُوث، وألاثَ بمعنىً‏.‏ والمَلاَث‏:‏ السَّيِّد تُلاث به الأُمور‏:‏ أي تُقْرَن به وتُعْقَد‏.‏

‏[‏ه‏]‏ وفي حديث أبي ذَرّ <كُنَّا مع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، إذا الْتاثَتْ راحِلَة أحدنا طعن بِالسَّرْوة في ضَبُعِها> أي إذا أبْطأت في سَيْرها نَخَسها بِالسَّرْوة، وهي نَصْلٌ صغير، وهو من اللُّوثة ‏(‏اللُّوثة، بالضم، كما في ا بالقلم، واللسانِ بالعبارة‏)‏‏:‏ الاسْتِرخاء والبُطْء‏.‏

ومنه الحديث <أنَّ رجُلاً كان به لُوثَة، فكان بُغْبَن في البيع> أي ضَعْفٌ في رأيه، وتَلَجْلُجٌ في كلامه‏.‏

‏[‏ه‏]‏ وفي حديث أبي بكر <أنَّ رجُلاً وقَف عليه، فَلاث لَوْثاً من كلامٍ في دَهَشٍ> أي لم يُبَيِّنه ولم يَشْرَحه‏.‏ ولم يُصَرِّح به‏.‏

وقيل‏:‏ هو من اللَّوث‏:‏ الطَّيّ والجمع‏.‏ يقال‏:‏ لُثْتُ العِمامة ألُوثُها لَوْثاً‏.‏

ومنه حديث بعضهم <فحَلْلتُ من عِمامتِي لَوْثاً أو لَوْثَين> أي لَفَّةً أو لَفَّتَين‏.‏

وحديث الأنْبِذة <والأسْقِية التي تُلاثُ على أفْواهِها> أي تُشَدُّ وتُرْبَط‏.‏

‏(‏س‏)‏ ومنه الحديث <إن امرأةً من بني إسرائيل عَمَدت إلى قَرْن من قُرونها فلاثَتْه بالدُّهْن> أي أدارَتْه‏.‏ وقيل‏:‏ خَلَطَتْه‏.‏

‏(‏س‏)‏ وفي حديث ابن جَزْء <ويْلٌ للَّوّاثين الذين يَلُوثون مِثْل البقَر، ارْفَع يا غلام، ضَعْ يا غلام> قال الحَرْبِي‏:‏ أظُنُّه الذين يُدارُ عليهم بألوانِ الطعام، من اللَّوث، وهو إدارة العِمامة‏.‏

‏(‏س‏)‏ وفي حديث القَسَامة ذِكْر <اللَّوْث> وهو أن يَشْهَد شاهِدٌ واحد على إقْرار المَقْتول قبل أن يموت أنَّ فُلاناً قَتَلَني، أو يَشْهد شاهِدانِ على عَداوةٍ بينهما، أو تَهْديد منه له، أو نحو ذلك، وهو من التَلَوُّث‏:‏ التَّلُّطخ‏.‏ يقال‏:‏ لاثَه في التراب، ولَوَّثَه‏.‏

‏{‏لوح‏}‏ * في حديث سَطِيح، في رواية ‏(‏انظر مادة ‏(‏بوغ>‏:‏

يَلُوحُه في اللُّوحِ بَوْغاءُ الدِّمَنْ *

اللُّوح، بالضم‏:‏ الهَواء‏.‏ ولاحَه يَلوحُه، ولَوَّحَه، إذا غَيَّرَ لَوْنَه‏.‏

وفي أسماء دَوابِّه عليه الصلاة والسلام <أن اسم فَرسِه مُلاوِح> هو الضامِر الذي لا يَسْمَن، والسريع العَطَش، والعظيم الألْواح، وهو المِلْواح أيضاً‏.‏

‏[‏ه‏]‏ وفي حديث المغيرة <أتَحْلِف عند مِنْبَر رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم؟ فألاَحَ من اليمين> أي أشْفَق وخاف‏.‏

‏{‏لوذ‏}‏ * في حديث الدعاء <اللهمّ بك أعُوذ، وبك ألُوذ> يقال‏:‏ لاذَ به يَلُوذ لِياذاً، إذا الْتَجأ إليه وانْضَمَّ واسْتَغاث‏.‏

‏[‏ه‏]‏ ومنه الحديث <يَلوذ به الهُلاَّك> أي يَحْتمِي به الهالِكون ويَستتِرُون‏.‏

وفي خطبة الحَجّاج <وأنا أرْمِيكم بطَرْفِي وأنتم تَتَسَلَّلُون لِواذاً> أي مُسْتَخْفين ومُسْتَترين، بعضكم ببعض، وهو مصدر‏:‏ لاوَذَ يُلاوِذُ مُلاوَذَةً، ولِواذاً‏.‏

‏{‏لوص‏}‏ ‏[‏ه‏]‏ فيه <أنه قال لعثمان: إن الله سَيُقَمِّصُك قميصا، وإنك تُلاصُ على خلعه> أي يطلب منك أن تَخْلَعَه، يعني الخِلافه، يقال‏:‏ ألصته على الشيء أُلِيصُه، مثل راودته عليه وداورته‏.‏

‏[‏ه‏]‏ ومنه حديث عمر <أنه قال لعثمان في معنى كلمة الإخلاص: هي الكلمة التي ألاَص عليها عَمَّه عند الموت> يعني أبا طالب‏:‏ أي أداره عليها، وراوَدَهُ فيها ‏(‏في الهروي‏:‏ <عنها> وفي الفائق 2/478‏:‏ <أي أراده عليها وأرادها منه>‏.‏ وفي الصحاح‏:‏ <ويقال: ألاصه على كذا، أي أداره على الشيء الذي يَرومُه>‏.‏ وجاء في القاموس‏:‏ <والاصه علىالشيء، أداره عليه، وأراده منه> ‏)‏‏.‏

ومنه حديث زيد بن حارثة <فأداروهُ وألاصوهُ، فأبى وحلَفَ ألاّ يَلْحَقَهم>‏.‏

وفيه <مَن سَبَق العاطِسَ بالحَمْد أمِن (في الأصل: <أمِنَ مِن> وأسقطت <من> كما في ا، واللسان والفائق 1/681‏.‏ وما سبق في مادتي ‏(‏شوص - علص‏)‏ الشَّوْصَ واللَّوْصَ> هو وَجَع الأُذن‏.‏ وقيل‏:‏ وجَع النَّخْر‏.‏

‏{‏لوط‏}‏ * في حديث أبي بكر <قال: إن عُمر لأَحَبّ الناس إليّ، ثم قال: اللهم أعَزُّ الوَلَدِ ألْوَطُ> أي ألْصَق بالقلب‏.‏ يقال‏:‏ لاطَ به يلُوط ويَلِيطُ، لَوْطاً ولِياطاً، إذا لَصِق به‏:‏ اي الولَدُ ألْصَق بالقَلْب‏.‏

ومنه حديث أبي البَخْتَرِيّ <ما أزْعُم أنَّ علياً أفضلُ من أبي بكر ولا عُمر، ولكن أجِدُ له من اللَّوْط ما لا أجِدُ لأحدٍ بعد النبيّ صلى اللّه عليه وسلم>‏.‏

‏[‏ه‏]‏ وفي حديث ابن عباس <إن كنت تَلْوط حَوضَها> أي تُطَيِّنُه وتُصْلحه‏.‏ وأصْلُه من اللُّصوق‏.‏

ومنه حديث أشراط الساعة <ولَتقُومَنّ وهو يَلُوط حَوضَه> وفي رواية <يَلِيط حَوْضه>‏.‏

ومنه حديث قَتادة <كانت بَنُو إسرائيل إنما يَشْرَبون في التَّيِه ما لاطُوا> أي لم يُصِيبوا ماءً سَيْحاً، إنما كانوا يَشْربون مَا يَجْمَعونه في الحِياض مِن الآبارِ‏.‏

وفي خطبة علي <ولاطَها بالبِلَّة حتى لَزِبَت>‏.‏

‏[‏ه‏]‏ وفي حديث علي بن الحسين، في المُسْتَلاط <إنه لا يَرِث> يعني المُلْصَق بالرجُل في النَّسَب‏.‏

وحديث عائشة في نِكاح الجاهلية <فالْتاط به ودُعي ابْنَه> أي ألْتَصَق به‏.‏

ومنه الحديث <من أحَبّ الدنيا الْتاطَ منها بثلاث: شُغْلٍ لا يَنْقَضِي، وأمَلٍ لا يُدْرَك، وحِرْصٍ لا يَنْقطِع>‏.‏

ومنه حديث العباس <أنه لاطَ لفِلان بأربعة ألافٍ، فبَعَثه إلى بَدْر مكانَ نفسه> أي ألْصق به أربعة ألافٍ‏.‏

‏[‏ه‏]‏ وحديث الأقرع بن حابِس <أنه قال لعُيَيْنة بن حِصْن: بما اسْتَلَطْتم دَمَ هذا الرَّجُل؟> أي اسْتَوْجَبْتم واسْتَحْقَقْتم؛ لأنه لمَّا صارَ لَهُم كأنَّهُم ألْصَقوه بأنْفُسِهم‏.‏

‏{‏لوع‏}‏ * في حديث ابن مسعود <إني لأَجِدُ له من اللاَّعَةِ ما أجِد لِوَلَدِي> اللاَّعَة واللَّوْعَة‏:‏ ما يَجِدهُ الإنسان لِوَلَده وحَمِيمه، من الحُرْقَة وشِدّة الحُبِّ‏.‏ يقال‏:‏ لاَعَه يَلُوعه ويَلاَعُه لَوْعاً‏.‏

‏{‏لوق‏}‏ ‏[‏ه‏]‏ في حديث عُبادة بن الصامِت <ولاَ آكُل إلاَّ مَا لُوِّقَ لي> أي لاَ آكُل إلاَّ مَا لُيِّن لِي‏.‏ وأصله من اللُّوقَة، وهي الزُّبْدَة‏.‏ وقيل‏:‏ الزُّبد بالرُّطَب ‏(‏زاد الهروي‏:‏ <ويقال لها: الأَلوقة. لغتان> ‏)‏‏.‏

‏{‏لوك‏}‏ * فيه <فإذا هِي في فِيه يَلوكُها> أي يَمْضَغُهُا‏.‏ واللَّوْك إدَارَة الشَّيء في الفَمِ‏.‏ وقد لاَكَه يَلُوكه لَوْكاً‏.‏

ومنه الحديث <فلم نُؤتَ إلاَّ بالسَّويق فَلُكْناه>‏.‏

‏{‏لوم‏}‏ * في حديث عمرو بن سَلَمة الجَرْمِيّ <وكانت العَرب تَلَوَّم بإسْلامهم الفَتْحَ> أي تَنْتَظِر‏.‏ أراد تَتَلَوَّم‏.‏ فحذف إحْدى التَّاءيْن تخفيفاً‏.‏ وهو كثِير في كَلامِهم‏.‏

ومنه حديث علي <إذا أجْنَب في السَّفر تَلّوْم ما بَيْنَه وبَيْن آخِر الوَقْت> أي انْتَظر‏.‏

‏(‏س‏)‏ وفيه <بئسَ لَعَمْرُ اللّهِ عَمَلُ الشَّيْخ المُتَوَسِّم، والشَّابِّ المُتَلَوِّم> أي المُتَعَرِّض لِلأَّئمة في الفِعْل السَّيِّء‏.‏ ويجوز أن يكون من اللُّومَةِ ‏(‏في الأصل‏:‏ <اللّؤمة> والمثبت من‏:‏ ا، واللسان‏)‏ وهي الحاجة‏:‏ أي المُنْتَظر لِقَضائِها‏.‏

‏(‏س‏)‏ وفيه <فَتَلاَوَمُوا بَيْنَهم> أي لاَم بَعْضَهم بَعْضاً‏.‏ وهي مُفَاعَلة، من لاَمَه يَلُومه لَوْماً، إذا عَذَله وعَنَّفَه‏.‏

‏(‏س‏)‏ ومنه حديث ابن عباس <فَتَلاَوَمْنَا>‏.‏

‏(‏س‏)‏ وفي حديث ابن أمّ مَكْتوم <وَلِي قَائدٌ لاَ يُلاَوِمُنِي> كذا جاء في رِوَاية بالْوَاو، وَأصله الهَمْزُ، من المُلاَءَمَة، وهي المُوَافَقة‏.‏ يقال‏:‏ هو يُلائِمُني بالهمز، ثُمَّ يُخَفَّف فيَصِير يَاءً‏.‏ وأما الْوَاوُ فَلاَ وَجْهَ لَها، إلاَّ أن يَكُون يُفَاعِلُني، من اللَّوْم، ولا مَعْنى له في هذا الحديث‏.‏

‏(‏س‏)‏ وفي حديث عمر <لَوْ مَا أبْقَيْت!> أي هَلاَّ أبْقَيْتَ، وهي حَرف من حُروف المَعَاني، معناها التَّحضِيض، كقوله تعالى‏:‏ <لَوْ مَا تأتِينا بالمَلائكةِ>‏.‏

‏{‏لون‏}‏ ‏(‏س‏)‏ في حديث جابِر وَغُرَمائه <اجْعَلِ اللَّوْنَ على حِدَتِه> اللَّونُ‏:‏ نَوع من النَّخل‏.‏ وقيل‏:‏ هو الدُّقَل‏.‏ وقيل‏:‏ النَّخْل كُلُّه ما خَلا البَرْنِيَّ والعَجْوَة، ويُسَمِّه أهل المدينة الألْوانَ، واحِدَته‏:‏ لِينَة‏.‏ وأصْلُه‏:‏ لِوْنَة ‏(‏في الأًصل‏:‏ <لُونةَ> بالضم‏.‏ والتصحيح، بالكسر، من ا، واللسان‏)‏، فَقُلِبَت الْوَاوُ يَاء، لكَسْرةِ اللاّم‏.‏

‏(‏ه‏)‏ وفي حديث ابن عبد العزيز <أنه كتَب في صَدَقة التَّمر أنْ تُؤخَذَ في البَرْنِيّ من البَرْنِيّ، وفي اللَّوْنِ من اللَّوْن> وقد تكرر في الحديث‏.‏

‏{‏لوا‏}‏ * فيه <لِوَاء الحَمْد بيَدِي يومَ القيامة> اللِّوَاء‏:‏ الرَّايَة، ولا يُمْسِكُها إلاَّ صاحبُ الجَيْش‏.‏

ومنه الحديث <لكُلِّ غادِرٍ لِوَاءٌ يومَ القيامة> أي عَلاَمةٌ يُشْهَر بها في النَّاس؛ لأنّ مَوْضُوع اللَّواء شُهْرَة مكان الرَّئيس، وجَمْعُه‏:‏ ألْوِيَة‏.‏

وفي حديث أبي قَتادة <فانْطَلَقَ الناسُ لاَ يَلْوِي أحَدٌ على أحَدٍ> أي لا يَلْتَفِت ولا يَعْطِف عليه‏.‏ وألْوَى برَأسِه وَلَوَاه، إذا أمَلَه من جانِب إلى جانِب‏.‏

‏(‏س‏)‏ منه حديث ابن عباس <إن ابن الزُّبَيْر لَوَى ذَنَبَه> يُقال‏:‏ لَوَى رأسَه وذَنَبه وعِطْفَه عنك، إذا ثَناه وصَرَفه‏.‏ ويُرْوَى بالتشديد للمُبالَغَة‏.‏

وهو مَثَل لِتَرْك الْمَكَارم، والرَّوَغَان عن المَعْرُوف وإيلاءِ الجَمِيل‏.‏

ويَجُوز أن يكون كِناية عَن التَّأخُّر والتَّخَلُّف؛ لأنه قال في مُقابِله‏:‏ <وإنَّ ابن أبي العَاصِ مَشَى اليَقْدُمِيَّة>‏.‏

ومنه الحديث <وَجَعَلَتْ خَيْلُنَا تَلَوَّى خَلْفَ ظُهُورِنا> أي تَتَلَوَّى‏.‏ يُقال‏:‏ لَوَّى عليه، إذا عطف وعَرّضج‏.‏

ويُرْوَى بالتَّخْفيف‏.‏ ويُرْوَى <تَلُوذ> بالذَّال‏.‏ وهو قريب منه‏.‏

وفي حديث حُذَيفة <إن جبريل عليه السلام رَفَع أرْضَ قومِ لُوط، ثم ألْوَى بها حتى سَمِع أهلُ السماء ضُغاءَ كلابِهم> أي ذَهَب بها‏.‏ يقال‏:‏ ألْوَت به العَنْقاء‏:‏ أي أطارَتْه‏.‏

وعن قَتادة مِثله‏.‏ وقال فيه‏:‏ <ثم ألْوَى بها في جَوّ السماء>‏.‏

‏(‏س‏)‏ وفي حديث الاختِمار <لَيَّةً لا لَيَّتَين> أي تَلْوِي خِمارَها على رأسِها مرةً واحدة، ولا تَدِيره مرتين، لئلاّ تَتَشَّبه بالرجال إذا اعْتَمُّوا‏.‏

‏[‏ه‏]‏ وفيه <لَيُّ الواجِد يُحِلُّ عُقُوبَتَه وعِرضَه> اللّيُّ‏:‏ المَطْلُ‏.‏ يقال‏:‏ لَواه غَريُمه بِدَيْنه يَلْوِيه لَيّاً‏.‏ وأصله‏:‏ لَوْياً، فأدْغِمَت الواوُ في الياء ‏(‏قال الهروي‏:‏ <وأراد بعِرْضِه لَوْمه، وبعقوبته حَبْسَه>‏.‏ وانظر ‏(‏عرض‏)‏ فيما سبق‏)‏‏.‏

ومنه حديث ابن عباس <يكون لَيُّ القاضي وإعْراضُه لأحدِ الرَّجُلين> أي تَشَدّدُه وصلابَتُه‏.‏

وفيه <إيَّاك واللَّوَّ، فإنّ اللَّوَّ مِن الشيطان> يريد قَول المُتُنُدِّم على الفائت‏:‏ لو كان كذا لَقُلْتُ وفَعَلْتُ‏.‏ وكذلك قول المُتَمنِّي؛ لأنَّ ذلك من الاعْتراض على الأقْدار‏.‏

والأصل فيه <لَوْ> ساكنة الواو، وهي حرف من حروف المعاني، يَمتنِع بها الشيء لامْتِناع غيره، فإذا سُمِّيَ بها زِيدَ فيها واوٌ أخرى، ثم أدْغِمَت وشُدِّدَت، حَمْلاً على نظائرها من حروف المعاني‏.‏

‏(‏س‏)‏ وفي صفة أهل الجنة <مَجامِرُهم الأُلُوَّة> أي بخُورُهم العُودُ، وهو اسمٌ له مُرْتَجَل‏.‏

وقيل‏:‏ هو ضَرْب من خِيار العُود وأجْودِه، وتُفْتَح همزتُه وتُضَمُّ‏.‏ وقد اخْتُلِف في أصْلِيَّتِها وزيادتِها‏.‏

ومنه حديث ابن عمر <أنه كان يَسْتَجْمِر بالأُلوَّة غيرَ مُطَرّاة>‏.‏

وفيه <من خان في وصِيتَّه أُلْقِيَ في اللَّوَي> قيل‏:‏ إنه وادٍ في جهنّم‏.‏

 باب اللام مع الهاء

‏{‏لهب‏}‏ ‏(‏س‏)‏ في حديث صَعْصَعة <قال لمعاوية: إني لأَترُك الكلام فما أُرْهِف به ولا أُلْهِب فيه > أي لا أُمْضِيه بسرعة‏.‏ والأصل فيه الَجْري الشديد الذي يُثير اللَّهَب، وهو الغُبار الساطِع، كالدُّخان المرتفِع من النار‏.‏

‏{‏لهبر‏}‏ * فيه <لا تَتَزوّجَنَّ لَهْبَرةً> هي الطويلة الهَزِيلة ‏(‏هكذا في الأصل وا، واللسان، والذي في القاموس، والفائق 1/684‏:‏ <القصيرة الدميمة> أما قول المصنف‏:‏ <الطويلة الهزيلة> فهو شرح <الهَّبْرَة> كما في الفائق‏.‏ وكما سيذكر المصنف في مادة ‏(‏نَهْبَر‏)‏‏.‏

‏{‏لهث‏}‏ * فيه <إنّ امرأة بَغِيّاً رأت كَلْباً يَلْهَث، فَسَقْته فَغُفِر لها> لَهَث ‏(‏ضبط في الأصل بكسر الهاء‏.‏ وهو من باب <مَنَع> كما في القاموس‏)‏ الكلبُ وغَيْرُه، يَلْهَث لَهْثاً، إذا أخْرج لسانَه من شِدّة العطش والحَرِّ‏.‏ ورجُلٌ لَهْثانُ، وامرأةٌ لَهْثَى‏.‏

‏[‏ه‏]‏ ومنه حديث علي <في سَكْرةٍ مُلْهِثة> أي مُوقعةٍ في اللَّهَث‏.‏

‏{‏لهج‏}‏ ‏(‏س‏)‏ فيه <ما مِن ذي لَهْجةٍ أصْدَق من أبي ذَر> وفي حديث آخر <أصدق لَهْجَةً من أبي ذَرٍّ> اللَّهْجَة‏:‏ اللِّسان‏.‏ ولَهِج بالشيء، إذا وَلِع به‏.‏

‏{‏لهد‏}‏ ‏(‏س‏)‏ في حديث ابن عمر <لَوْ لَقِيتُ قاتِلَ أبي في الحَرَم ما لَهَدْتُه> أي دَفَعْته‏.‏ واللَّهْد‏:‏ الدَّفْع الشديد في الصَّدر‏.‏

ويُرْوى <ما هِدْتُه> أي ما حَرَّكْتُه‏.‏

‏{‏لهز‏}‏ ‏(‏س‏)‏ في حديث النَّوح <إذا نُدِبَ المَيِّت وُكلَ به مَلَكان يَلْهَزانِه> أي يَدْفعانه ويَضْربانه‏.‏ واللَّهْز‏:‏ الضَّرب بِجُمْع الكَفَّ في الصَّدر‏.‏ ولَهزه بالرُّمْح، إذا طَعَنه به‏.‏

‏(‏س‏)‏ ومنه حديث أبي مَيْمونة <لَهْزتُ رجُلاً في صدره>‏.‏

وحديث شارب الخمر <يَلْهَزُه هذا وهذا> وقد تكرر في الحديث‏.‏

‏{‏لهزم‏}‏ ‏(‏س‏)‏ في حديث أبي بكر والنَّسّابة <أمِن هامِها أو لَهازِمها؟> أي أمِن أشْرافِها أنت أو مِن أوْساطِها‏.‏ واللَّهازِم‏:‏ أصُول الحَنَكَين، واحِدتُها‏:‏ لِهِزْمة، بالكسر، فاستعارها لوسَط النَّسَب والقَبيلة‏.‏

ومنه حديث الزكاة <ثم يأخذ بِلْهزِمَتَيْه> يعني شِدْقَيْه‏.‏

وقيل‏:‏ هُما عَظمتان ناتئان تحت الأذُنَين‏.‏

وقيل‏:‏ هما مُضْغَتان عَلِيَّتان ‏(‏في الأصل‏:‏ <عُلْيتان> وفي ا‏:‏ <عُلْيَيَان> وأثبتُّ ما في الصّحاح واللسان‏)‏ تحتَهما‏.‏ وقد تكررت ‏(‏في الأصل‏:‏ <تكرر> والمثبت من ا‏)‏ في الحديث‏.‏

‏{‏لهف‏}‏ ‏[‏ه‏]‏ فيه <اتَقُوا دَعْوةَ اللّهفَان> هو المكْروب‏.‏ يقال‏:‏ لَهف يَلْهَف لَهَفاً، فهو لَهْفَان، وَلُهِف فهو مَلْهُوف‏.‏

ومنه الحديث <كان يُحِبُّ إغاثَة اللّهْفَان>‏.‏

‏{‏لهق‏}‏ ‏(‏ه‏)‏ فيه <كان خُلُقُه سَجيَّةً ولم يَكُنْ تَلَهْوُفاً> أي لم يَكْن تَصَنُّعاً وتَكلُّفاً‏.‏ يقال‏:‏ تَلَهْوَق الرجُلُ، إذا تَزَيَّن بما ليس فيه من خُلُقٍ ومُرُوءَةٍ وكَرَم‏.‏

قال الزمخشري‏:‏ <وعِنْدي أنه (في الفائق 2/481: <أنه تَفَعْوَل من اللَّهَق>‏)‏ من اللَّهَق، وهو الأبْيَض ‏[‏فقد استعملوا الأبيض‏]‏ ‏(‏تكملة لازمة من الفائق‏)‏ في موْضع الكَريم ‏(‏في الأصل، وا واللسان‏:‏ <الكرم> وأثبتُّ ما في الفائق‏)‏ لِنَقاء عِرْضه مِمَّا يُدَنِّسه>‏.‏

ومنه قصيد كعب‏:‏

تَرْمِي الغُيُوبَ بِعَيْنيْ مُفْرَدٍ لَهِقٍ *

هو بفَتْح الهاء وكَسْرها‏:‏ الأبْيضُ‏.‏ والمُفْرَد‏:‏ الثَّور الوَحْشِيُّ، شَبَّهَهَا به‏.‏

‏{‏لهم‏}‏ * فيه <أسألك رحْمَةً من عِنْدك تُلْهِمنُي بها رُشْدِي> الإلْهَام‏:‏ أن يُلْقِيَ اللّهُ في النَّفْس أمْراً، يَبْعَثُه على الفِعْل أو التَّرْك، وهو نَوْع من الوَحْيِ يَخُصُّ اللّه به من يشاء من عِبَاده‏.‏ وقد تكرر في الحديث‏.‏

وفي حديث علي <وأنْتُم لَهَا مِيمُ العَرب> هي جَمْع لُهْمُوم، وهو الجَوْاد من الناس والخَيْل‏.‏

‏{‏لها‏}‏ ‏(‏س‏)‏ فيه <ليْس شيءٌ من اللَّهْو إلاَّ في ثلاث> أي ليس منه مُبَاحٌ إلاَّ هذه، لأنَّ كُلُّ واحدةٍ منها إذا تأمّلْتَها وجَدْتَها مُعِينَةً على حَقٍّ، أو ذَرِيعةً إليه‏.‏

واللَّهْو‏:‏ اللَّعِب‏.‏ يقال‏:‏ لَهَوْت بالشيء ألْهُو لَهْواً، وتَلَهَّيْتُ به، إذا لَعِبْتَ به وتَشاغَلْتَ، وغَفَلْتَ به عن غيره‏.‏ وألْهاه عن كذا، أي شَغَله‏.‏ ولَهِيتُ عن الشيء، بالكسر، ألْهَى، بالفتح لُهِيّاً ‏(‏في الأصل‏:‏ <لَهْياً> وضبطته بضم اللام وكسرها مع تشديد الياء، من ا، واللسان، والصحاح‏.‏ والشرح فيه‏.‏ وزاد <ولُهْياناً> ‏)‏ إذا سَلَوْتَ عنه وتَرَكْتَ ذِكره، و‏[‏إذا‏]‏ ‏(‏زيادة من ا، واللسان‏)‏ غَفَلْتَ عَنْه واشْتَغَلْتَ‏.‏

‏(‏س‏)‏ ومنه الحديث <إذا اسْتأثَر اللّهُ بشيء فَالْهَ عَنْه> أي اتْرُكْه وأعْرِض عنه، ولا تَتَعرَّض له‏.‏

ومنه حديث الحسن، في الْبَلَل بَعْد الوُضُوء <إلْهَ عنه>‏.‏

ومنه حديث سَهل بن سعد <فَلَهِيَ (في الأصل: <فلَها> وأبتُّ ما في ا، واللسان، والقاموس‏)‏ رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بشيءٍ كان بين يديه> أي اشْتَغل‏.‏

وحديث ابن الزبير <أنه كان إذا سَمِع صَوْتَ الرَّعْد لَهِيَ (في الأصل: <لهَا> وأثبتُّ ما في المراجع السابقة والفائق 2/481‏)‏ عن حديثه> أي تَرَكه وأعْرَض عنه‏.‏

‏(‏ه‏)‏ وحديث عمر <أنَه بَعث إلى أبي عبيدة بمال في صُرَّة، وقال للغلام: اذْهبْ بها إليه ثم تَلَهَّ ساعةً في البَيْت، ثم اْنظُر ماذا يَصْنَع بها> أي تَشاغَلْ وتَعَلَّلْ‏.‏

ومنه قصيد كعب‏:‏

وَقَالَ كُلُّ صَدِيقٍ ‏(‏في شرح الديوان ص 19‏:‏ <خليلِ> ‏)‏ كُنْتُ آمُلْهُ * لاَ أُلْهِيَنَّكَ ‏(‏في شرح الديوان‏:‏ <لا أُلْفِيَنَّك> ‏)‏ إني عَنْكَ مَشْغُولُ‏.‏

أي لا أشْغَلُك عن أمْرك، فإني مَشْغول عنك‏.‏

وقيل‏:‏ معناه‏:‏ لا أنْفَعُك ولا أعَلِّلُكَ، فاعْمَل لِنفْسك‏.‏

‏[‏ه‏]‏ وفيه <سألت ربيَّ ألاّ يُعَذِّبَ اللاَّهِينَ من ذُرِّية البَشَر فأعْطَانِيهم> قيل‏:‏ هُم البُلْه الغافلون‏.‏ وقيل الذين لم يَتَعَمَّدُوا الذنوب، وإنما فرط منهم سهوا ونسيانا‏.‏

‏(‏زاد الهروي‏:‏ <وهو القول> ‏)‏

وقيل‏:‏ هم الأطفال الذين لم يَقْتَرِفوا ذَنْباً‏.‏

وفي حديث الشاة المسمومة <فما زِلْتُ أعْرِفها في لَهَواتِ رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم> اللَّهَوَات‏:‏ جمع لَهَاة، وهي اللَّحَمَات في سَقْف أقْصَى الفَمِ‏.‏ وقد تكرر في الحديث‏.‏

وفي حديث عمر <منْهم الفَاتح فَاه لِلُهْوَةٍ من الدينا> اللُّهْوة بالضم‏:‏ الْعَطِيَّة، وجَمْعُها‏:‏ لُهىً‏.‏

وقيل‏:‏ هي أفْضَل العَطاء وأجزلُه‏.‏

 باب اللام مع الياء

‏{‏ليت‏}‏ ‏(‏س‏)‏ فيه <يُنْفَخُ في الصُّور فلا يَسْمَعه أحَدٌ إلاَّ أصْغَى لِيتاً> اللِّيتُ ‏(‏بالكسر، كما في القاموس‏)‏‏:‏ صَفْحة العُنُق، وهما لِيتان، وأصْغَى‏:‏ أمَالَ‏.‏

وفي الدعاء‏:‏ <الحمد للّهِ الذي لا يُفَاتُ، ولا يُلاَتُ، ولا تَشْتَبه عليه الأصْوات> يُلاَت‏:‏ من ألاَتَ يُلِيتُ، لُغة في‏:‏ لاَتَ يَلِيت، إذا نَقَض‏.‏ ومعناه‏:‏ لا يُنْقَصُ ولا يَحْبَس عنه الدُّعاء‏.‏

‏{‏ليث‏}‏ ‏(‏ه س‏)‏ في حديث ابن الزبير <أنه كان يُواصل ثلاثاً ثم يُصْبح وهو ألْيَثُ أصحابِي> أي أشَدُّهُم وأجْلَدهُمْ‏.‏ وبه سُمِّي الأسَد لَيْثاً‏.‏

‏{‏ليح‏}‏ ‏(‏ه‏)‏ فيه <أنه كان لحمزةَ رضي اللّه عنه سيفٌ يقال له: لِيَاح> هو من لاَح يَلُوح لِياحاً، إذا بَدا وَظَهر‏.‏ وَأَصله‏:‏ لِوَاح، فَقُلِبَت الواوُ يَاء لكَسْرة اللام، كاللِّيَاذ، من لاَذ يَلُوذ‏.‏ ومنه قِيل للصُّبح‏:‏ لِيَاح‏.‏ وألاَح، إذا تَلأْلأَ‏.‏

‏{‏ليس‏}‏ ‏(‏ه‏)‏ فيه <ما أنْهَر الدّمَ وذُكِرَ اسمُ اللّهِ فكَلْ (في الأصل، وا: <كل ما أنهر الدم> وفي الهروي‏:‏ <ما أنهر الدمَ فكُلْ> وهي رواية المصنِّف في ‏(‏نهر‏)‏‏.‏ وفي اللسان‏:‏ <كُلُّ ما أنهر الدمَ فكُلْ> وأثبتُّ روايةَ البخاري، في ‏(‏باب ما أنهر الدم، وباب ما نَّد من البهائم، وباب إذا نّد بعير لقوم، من كتاب الذبائح‏)‏‏.‏ وانظر أيضاً البخاري ‏(‏باب قسمة الغنم، من كتاب الشركة في الطعام، والنَّهد، والعروض‏)‏ و‏(‏باب ما يكره من ذبح الإبل والغنم ، من كتاب الجهاد‏)‏، وروايةَ مسلم ‏(‏باب جواز الذبح بكل ما أنهر الدمَ، من كتاب الأضاحي‏)‏‏.‏ وانظر أيضاً لهذه الرواية التي أثبتُّها، مسند أحمد 4/140، 142‏.‏ من حديث رافع بن خَديج‏.‏ والنَّسائي ‏(‏باب النهي عن الذبح بالظفر، من كتاب الضحايا‏)‏ 2/107‏)‏، لَيْس السِّنَّ والظُّفْرَ> أي إلاَّ السّنَّ والظُّفر‏.‏ و<ليس> من حروف الاستثناء، كَإلاَّ، تقول‏:‏ جاءني القَوْم ليس زيداً، وتَقْدِيره‏:‏ ليس بَعْضُهم زيداً‏.‏

ومنه الحديث <ما من نَبيٍّ إلا وَقد أخطأ، أو هَمَّ بخَطِيئة، ليس يَحْيَى ابن زَكريا>‏.‏

ومنه الحديث <أنه قال لزَيد الخَيْلِ: ما وُصف لي أحَدٌ في الجاهلية فرَأيْتُه في الإسلام إلاَّ رأيتُه دون الصَّفَة لَيْسَك> أي إلاَّ أنت‏.‏

وفي <لَيْسَك> غَرابة، فإنْ أخْبار <كَانَ وأخَواتها> إذا كانت ضَمائر، فإنما يُسْتعمل فيها كثيراً المُنْفَصِلُ دون المُتَّصِل، تقول‏:‏ ليس إيَّايَ وإيَّاك‏.‏

‏(‏س‏)‏ وفي حديث أبي الأسْود <فإنه أهْيَسُ ألْيَسُ> الألْيَسُ‏:‏ الذي لا يَبْرَح مكانَه‏.‏

‏{‏ليط‏}‏ ‏(‏س‏)‏ في كتابه لثقيف لَمَّا أسْلَموا <وَأنّ ما كان لهم من دَين إلى أجَل فَبَلغ أجله، فإنه لِيَاط مُبَرَّأٌ من اللّه، وأنّ ما كان لهم من دَيْن في رَهْنٍ وَرَاء عُكَاظَ، فإنه يُقْضَى (في ا: <يُفْضَى> ‏)‏ إلى رأسه ويُلاط بِعُكَاظَ ولا يُؤخَّر>‏.‏

أرَادَ باللِّيَاط الرِّبَا؛ لأنَّ كلّ شيء ألْصِق بشيء وأضِيف إليه فقد أُليط به‏.‏ والرِّبا مُلْصَقٌ برأس المال‏.‏ يُقال‏:‏ لاَط حُبُّه بقَلْبي يَلِيطُ ويَلُوط، لَيْطاً ولَوْطاً ولِيَاطاً، وهو ألْيَطُ بالقَلْب، وألْوَطُ‏.‏

‏(‏ه‏)‏ ومنه حديث عمر <أنه كان يُلِيط أولادَ الجاهِليَّة بآبائهم> وفي رواية <بمن ادّعاهُم في الإسْلام> أي يُلْحِقُهم بهم، من ألاَطه يلِيطه، إذا ألْصَقه به‏.‏

‏(‏ه‏)‏ وفي كتابه لوائل بن حُجْر <في التَّيعَة شَاة لاَ مُقْوَرَّة الألْياط> هي جَمْع لِيطٍ، وهِي في الأصل‏:‏ القِشْر اللاَّزِق بالشَّجَر، أراد غَيْرَ مُسْتَرْخية الجُلُود لِهُزالِهَا، فاسْتَعَار اللِّيَط للْجِلْدَ؛ لأنه للَّحْم بمنزِلتِه للشَّجَر وَالقَصَب، وإنَّما جاء به مجموعاً؛ لأنه أرد لِيَط كلَّ عُضْو‏.‏

‏(‏س‏)‏ ومنه الحديث <أن رجُلاً قال لابن عباس: بأيّ شيء أُذَكِّي إذا لم أجِدْ حَدِيدَةً؟ قال: بِلِيطَةً فالِيَة> أي قِشْرةٍ قَاطِعَة‏.‏

واللَّيطُ‏:‏ قِشْر القَصَب والقَناة، وكلّ شيء كانت له صلابة ومَتَانَة، والقطْعة منه‏:‏ لِيطَة‏.‏

‏(‏س‏)‏ ومنه حديث أبي إدريس <دخلْت على أنَسٍ فأُتي بِعَصافِيرَ فَذُبِحَت بِلِيطة> وقيل‏:‏ أراد به القِطْعةَ المُحدّدة من القَصَب‏.‏

‏(‏س‏)‏ وفي حديث معاوية ابن قُرّة <ما يَسُرُّني أني طَلبْتُ المال خَلْفَ هذه اللاَّئِطَة، وأنَّ لِي الدُّنيا> اللاَّئِطة‏:‏ الاسْطُوَانة ‏(‏في الأصل‏:‏ <الاصطوانة> والتصحيح من ا واللسان، والقاموس‏)‏ سُمِّيت به للزُوقها بالأرض‏.‏

‏{‏لين‏}‏ ‏(‏ه‏)‏ فيه <كان إذا عَرَّس بلَيْلٍ توَسَّدَ لَيْنَةً> اللَّيْنة بالفتح‏:‏ كالمِسْوَرَة ‏(‏المِسْوَرة‏:‏ مُتَّكَأ من جِلد‏)‏ أو كالرِّفادة، سُمِّيت لَيْنَةً للِينِها‏.‏

‏(‏س‏)‏ وفي حديث ابن عمر <خِياركُم ألاَيِنُكم مَنَاكِبَ في الصلاة> هي جَمْع‏:‏ أليَن، وهو بمَعْنى السُّكون والوَقار والخشُوع‏.‏

ومنه الحديث <يَتْلُون كتابَ اللّه لَيِّناً> أي سَهْلاً على ألْسِنَتِهم‏.‏

ويُرْوَى <لَيْناً> بالتَّخفيف، لُغَة فيه‏.‏

‏{‏ليه‏}‏ ‏(‏س‏)‏ في حديث ابن عمر <أنه كان يقوم له الرجُل من لِيَةِ نفْسه، فلا يَقْعُد في مكانه> أي من ذات نفسه، من غير أن يُكْرِهَه أحدٌ‏.‏

وأصلُها <وِلْيَة>، فحُذفَت الواوُ وعُوِّض منها الهاء، كزِنَة وشِيَة‏.‏

ويُرْوَى <من إلْيَة نفْسه> فقُلِبَت الواوُ همزة‏.‏ وقد تقدّمت في حرف الهمزة‏.‏

ويُروى مِنْ <لِيَّتِه> بالتشديد، وهُم الأقارِب الأدْنَوْن، من اللَّيّ، فكأنّ الرجل يَلْويهم على نفسه‏.‏ ويقال في الأقارب أيضاً‏:‏ لِيَةٌ، بالتخفيف‏.‏

‏{‏ليا‏}‏ * فيه <أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أكَل لِيَاءً ثم صلَّى ولم يتَوضَّأ> اللّيَاء بالكسر والمَد‏:‏ اللُّوبِياء، واحدتها‏:‏ لياءة‏.‏

وقيل‏:‏ هو شيء كالحِمَّص، شديد البياض يكون بالحجاز‏.‏

واللِّيَاء أيضاً‏:‏ سَمكة في البَحْر ‏(‏في الأصل، وا‏:‏ <بحر> والمثبت من اللسان، والفائق 2/484‏)‏ يُتَّخَذ من جلْدها التِّرَسة ‏(‏جمع التّرس‏)‏، فلا يَحِيك فيها شيء والمراد الأوّل‏.‏

ومنه الحديث <أنّ فلاناً أهْدى لرسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بِوَدّانَ لِياءً مُقَشَّى>‏.‏

ومنه حديث معاوية <أنه دُخل عليه وهو يأكل لِيَاءً مُقَشَّى>‏.‏

وفي حديث الزُّبير <أقْبَلْتُ مع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم من لِيَّةَ> هو اسم موضع بالحجاز‏.‏ وقد تقدّم في اللام والواو‏.‏

وحديث الاخْتِمار <لَيّةً لا لَيْتَين>‏.‏

وحديث المَطْل <لَيُّ الواجِد>‏.‏

وحديث <لَيّ القاضي> لأنها من الواو‏.‏